Friday, July 25, 2008

مولاي عبد الحفيظ بن الحسن الأول بن محمد بن عبد الرحمان العلوي

مقــدمــة

بسم الله الرحمان الرحيم ، و الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين ، خير الأنام سيدنا محمد صلوات الله عليه و أزكى التسليم ، و على آله الطاهرين و أصحابه أجمعين .

و بعد ، فإنه لمن دواعي الغبطة و السرور أن يكون عرضي المتواضع هذا فاتحة العروض في هذه السنة الميمونة . كما أن الذي يسرنا أكثر هو الخوض في دراسة الشعر العربي المغربي خلال الفترة العلوية بصفة عامة ، و من منتصف القرن 19 إلى حدود الثلاثينيات من القرن العشرين بصفة خاصة ، لكون الأدب المغربي خلال هذه الفترة عرف تحولات كبرى في مختلف أجناسه و ذلك ارتباطا بالظروف السياسية التي عاشتها الدول العربية و المغرب منها على وجه الخصوص . لذلك تجلت أهمية هذه الدراسة في الإطلاع على ما يزخر به الأدب المغربي من نفائس و بدائع عديدة و غزيرة ظل معظمها حبيس المكتبات الخاصة ، و لربما عرف البعض الآخر طريق الضياع و لم يكتب لكل ذلك أن يرى النور نظرا لما طاله من إهمال ، و لكونه لم يتم الاهتمام به و تقـديمه في طبعات جديدة . و ما كتب له ذلك ما هو إلا النزر القليل ، حيث أتيح له أن جمع و يحفظ في دواوين خاصة يكتب لها البقاء .

من ثم فإن العديد من الشعراء المغاربة الذين أجادوا و أبدعوا ظلوا مغمورين مثلما غمرت إبداعاتهم الشعرية سواء أبقيت مخطوطة أم مطبوعة متناثرة بين صفحات الجرائد المجلات التي بدأ القديم منها يعرف طريق الفناء . الأمر الذي يحتم على الدولة الحفاظ على هذه المراجع ، و على الباحثين في الأدب المغربي ثانيا بأن يسارعوا للعناية بهذا الموروث الأدبي و جمعه وفقا لما تقتضيه الأمانة العلمية قصدا منهم حفظ التراث المغربي من الضياع من جهة ، وتيسير الدراسة لكل من له فائدة فيه و ذلك من جهة ثانية .

و من هذا المنبر أود أن أحيي أستاذي الفاضل الدكتور محمد عبد الحفيظ كنون الذي أحسن صنعا عندما نهض بمهمة جمع بعض من التراث الشعري المغربي لما وجه طلبته سلفا و خلفا إن شاء الله إلى جمع آثار الشعراء المغاربة مخطوطة كانت أم مطبوعة ، محاولة منه صنع شبه دواوين شعرية لأصحابها حتى يتعرف الكل إليها و من ثم التعريف بغزارة الإنتاج الأدبي المغربي الذي ظل يعيش زمنا من الإهمال خصوصا من طرف إخواننا المشارقة . و مثل هذا العمل لا يقوم به إلا من كان ذو عزيمة قوية و مهتم بالمسيرة الشعرية بالمغرب . كيف لا و أستاذنا سليل أسرة ذائع صيتها الأدبي و العلمي . إنها الأسرة الكنونية الفاسية الأصل .

هكذا فإن محاولتي في هذا العرض تندرج ضمن الاهتمام بالشعر العربي المغربي تنظيما و ترتيبا و دراسة . لذا قررت في هذه الدراسة رصد الظاهرة الشعرية عند أحد نوابغ الفكر المغربي الذين ظلوا مغمورين ولم يتطلع إليه الدارسون إلا في مناسبات نادرة . إنه السلطان العالم الشـاعر المولى عبد الحفيظ العلوي الذي يعد ظاهرة بين سلاطين الدولة العلوية . فقد أبدع هذا الأديب شعرا غزيرا كان أكثره تعليميا . و الصعوبة في هذه الدراسة تكمن في جمع أشعـار هذا الرجل ؛ تلك الأشعـار غير المنشـورة بالجرائد و المجلات إلا نادرا جدا . هذا و بعد البحث الدؤوب كللت بالعثور على ديوان نادر لهذا الشاعر بإحدى المكتبات الخاصة بتطوان إضافة إلى بضع قصائد أخرى .

و بفضل الله تعالى و بفضل توجيهات أستاذي الفاضل محمد كنون الذي نور لي طرقة العمل في هذا العرض المتواضع ، استطعت كتابة هذه الصفحات لعلها ترقى إلى المستوى المطلوب .

هكذا جاءت محاور هذا العرض كما يلي :

1 – تقديم ترجمة للشاعر مع إطلالـة على المؤثرات الأولى في تكوين شخصيته الأدبية .

2 – شعره : ديوانـه الشعري بالإضـافة إلى القصـائد الأخرى .

3 – تحليـل قصيـدة من الديـوان في التقليـد .

4 – خـاتمـة .

5 – لائحـة المصـادر و المراجـع .

و الله المسـتعـان .

1 – ترجمـة الشـاعر .

أ تقـديم الشـاعر .

إنه شريف العلماء و عالم السلاطين و شاعر الشعراء مولاي عبد الحفيظ بن الحسن الأول بن محمد بن عبد الرحمان العلوي(1) . تولى السلطنة و اعتزلها في فترة قصيرة حاسمة من تاريخ المغرب الحديث . و عن هذه الفترة القصيرة التي لا تتعدى خمس سنوات ( من 1907 إلى 1912 م ) من حياته الطويلة التي استغرقت حوالي ثلاثة أرباع القرن كانت حافلة بالأعمال و الحوادث .

و لعل قلة من القراء هي التي تعرف ما كان يحظى به مولاي عبد الحفيظ من خصائص علمية . فقد كرس جزءا من حياته الحافلة لخدمة علوم القرآن و لمديح نبي الإسلام محمد صلى الله عليه و سلم . و بهذه الأعمال التي سنتحدث عنها – فيما بعد – استحق عن جدارة عالم السلاطين و سلطان العلماء في عصره .

و لعل ثلة من القراء أيضا هي التي تعرف لمولاي عبد الحفيظ صفته الشاعرية التي تفتح لها ذهنه و تفتقت عنها عبقريته . فترك لنا ثروة هامة من الشعر ؛ و التعليمي منه بوجه خاص . فنظم لنا علوما في سلك من الوزن الشعري اللطيف الذي اعتادت كثرة الشعراء التعليميين أن تنظم فيه و تنسج على منواله لتقرب للأفهام و تسهل للحفظ معارف متنوعة و علوما جمة .

ب نبـذة حيـاة .

و قبل الشروع في فتح الصفحة العلمية من حياة مولاي عبد الحفيظ الحافلة التي طواها الزمن ، و قبل التحدث عن آثاره العلمية يجدر بنا أن نقول نبذة عن حياته مما يلقي بصيصا من نور على اتجاهه العلمي و شغفه بالثقـافة القرآنيـة .

لا تتفق الروايات التاريخية على تاريخ معين لميلاد المولى عبد الحفيظ. فبينمـا نجد

1 – تنظر ترجمته في : العز و الصولة في معالم نظم الدولة ، عبد الرحمـان بن زيدان ، المطبعة الملكية ، الرباط ،

ج 1 ، ط 1961، ص 150 و 380 - الدرر الفاخرة لعبد الرحمان بن زيدان (د.ط) ، 1356 /1937،

ص 117 – شذرات تـاريخية لعبد الله الجـراري ، ط 1 ، سنة 1396 / 1976 ، ص 28 التأليف

و نهضـته بالمغرب في القرن العشرين لعبد الله الجـراري ، ج 2 ، ط 1 ، دجنبر 1985 ، ص 328

الأعلام ، خير الدين الزركلي ، ج 3 ، ص 277 .

عبد الرحمان بن زيدان و هو أحد أبناء العائلة العلوية و المطلع على أحوالها يثبت تاريخ ميلاد المولى عبد العزيز (2) سنة 1289 الموافق لـ 1880 / 1881 ، لا نجده يثبت سنة ميلاد المولى عبد الحفيظ (3) و اكتفى فقط بذكر تاريخ وفـاته . و كتب عبد الله العمـراني (4) عن مولاي عبد الحفيـظ محددا تـاريخ ميلاده بسنة 1280 هـ الموافق لـ 1864 . و هو نفس ما أشار إليه خير الدين الزركلي(5) . و بمناسبة بيعة مولاي عبد الحفيظ سنة 1907 أشارت مجلة المصور Illustration الفرنسية (6) إلى أن عمر مولاي عبد الحفيظ بلغ حوالي 33 سنة . أي إن تاريخ ميلاده يكون حوالي 1874 .

و هكذا تتضارب الروايات و لا يمكن قبول أي منهما دون تحقق أو تثبت . فإذا علمنا أن المولى عبد الحفيظ قد ختم القرآن ست مرات سنة 1890(7) ، و أنه قد اشتهر بالقدرة الفائقة على الحفظ و التحصيل ، فلا يعقل أن يكون قد ختم القرآن و عمره حوالي 26 سنة إذا صدقنا ما ذكره عبد الله العمراني و خير الدين الزركلي . و معنى هذا أننا نستبعد تماما تاريخ 1280 الموافق لـ 1864 الميلادي .

و بما أن معظم الروايات تتفق على ولادة عبد العزيز حوالي 1881 ، و أن عبد الحفيظ كان يكبره بحوالي أربع سنوات ، فإننا نرجح ميلاد مولاي عبد الحفيظ بين سنتي 1874 و 1876 .

و نضيف في الأخير إلى تاريخ ازدياد المولى عبد الحفيظ أن مكان ولادته كان بفاس عاصمة المغرب السياسية آنذاك . و بهذه المدينة دفن بعدما وافاه الأجل يوم الاثنين 21 محرم 1356 الموافق لـ 4 أبريل 1937 بفرنسا ، و نقل جثمانه حينها إلى المغرب ليدفن بضريح مولاي عبد الله بفـاس ، حيث أقبر المـولى عبد الحفيظ بجوار جده الأعلى

2 الدرر الفاخرة بمآثر الملوك العلويين بفاس الزاهرة ، عبد الرحمان بن زيدان ، (د.ط) ، المطبعة الاقتصادية ،

1356 / 1937 ، ص 111 .

3 – نفسه ، ص 118 .

4 – " سلطان عالم شاعر " ، عبد الله العمراني ، مجلة دعوة الحق ، العدد 4 ، السنة 11 فبراير 1968 ، ص 78 .

5 – الأعلام ، خير الدين الزركلي ، الجزء 3 ص 277 .

6ILLUSTRATION , MAI 1907

7رسالة جوابية من الحاجب أحمد بن موسى إلى التهامي بن عبد القادر المكناسي الأستاذ المشرف على تعليم أبناء السلطان ببلاد أحمر . الرسالة مؤرخة ب 11 شعبان 1307 موافق 2 ابريل 1890 .

المولى عبد الله و أخيه السلطان مولاي يوسف المتـولى بعده و المتوفى قبله .

ج مرحلـة التكويـن .

تربى عبد الحفيظ تربية الأمراء ، و وجد كل الظروف الملائمة للتربية و التعليم . فأبوه السلطان مولاي الحسن كان من السلاطين الذين يحرصون على عظائم الأمور و لا يتساهلون مع كل انحراف أو إهمال .

و لهذا عمل على تربية أبنائه و تكوينهم ، و كـان يخصص لهـم المربين الأكفاء و يرسلهم لاستكمال خبرتهم و تعليمهم إلى البلاد التي تشتهر بالعلم و التعليم كبلاد أحمر مثلا . لذلك شاءت عناية والده أن ينشئه في إحدى قبائل الجنوب المغربي . إنها قبيلة بني عامر التي تقع جنوب غربي مراكش ، حيث استمتع الأمير هناك بجو صحي بعيد عن ضوضاء المدينة و وخمها . بالإضـافة إلى ذلك فقد مهدت جميـع السبل له لتلقي العلم و مخالطة العلماء .

و الواقع أن المتأمل في صورة عبد الحفيظ يجد أمامه شخصية تلوح عليه ملامح الذكاء و النبـاهة . و قد سخر هذا الذكـاء بالفعل في إشبـاع نهمه و رغبته في تحصيل و حذق المعارف الجمة التي كانت منتشرة في عهده (8) . و قد نبه عبد الحفيظ نفسه إلى موهبته و ميله لتحصيل العلوم و تلقي المعارف من العلماء . يقول : ‹‹ فإنني منذ الشباب و قلبي مشتاق للعلم و أهله من ذوي الألباب ، حتى جمعني الله مع كثير من العلماء و الأولياء ذوي العقول و اللطائف ... ›› (9).

قضى عبد الحفيـظ مرحلة التعليم بقبيلة أحمر . و كان أستاذه هو التهامي المكناسي . و تحدثنا مراسلات التهامي المكناسي(10) مع الحاجب أحمد موسى أن مرحلة التعليم بأحمر ربما بدأت قبيل سنة 1307 / 1890 . ففي هذه السنة أخبر الأستاذ السلطـان بأن ولده عبد الحفـيظ و عبـد الرحمان قد ختمـا السلكة السـادسة من

8 " سلطان عالم شاعر " ، عبد الله العمراني ، مرجع سابق ، ص 78 .

9 العذب السلسبيل ، المولى هبد الحفيظ ، المطبعة المولوية ، فاس 1326 هـ ، ص 2 .

10 – انظر الإتحاف ، عبد الرحمان بن زيدان ، ج 2 ، ص 108 و 109 – و الدرر الفاخرة ، مرجع سابق ،

ص 124 .

القـرآن و ‹‹ وصلا في الألـفية إلى النسـب ، وختمـا مورد الضمآن حفظ اتفاق و تحصيل ››(11) . كما ختما السلكة الأجرومية بالشرح . و أصدر السلطان أمره بشروعهما في حفظ الرسالة و السنوسية .

و بالجملة ، فقد تمكن عبد الحفيظ من حفظ عدة متون في مسائل الفقه كالمرشد المعين و الرسالة السنوسية . و في مسائل اللغة مثل لامية الأفعال و الأجرومية و منظومة الجمل . ثم درسها دراسة فهم و إتقان في حدود سنة 1309 / 1891 . و قد نجابة الرجل في العلوم الفقهية و الحديثية و الأدبية حتى عد عالما متبحرا و شاعرا ناظما مقتدرا في حدود 1310 / 1893 . و بذلك لما توفي مولاي الحسن سنة 1894 كان عبد الحفيظ مهيئا لخوض مجال الحياة العامة و هو مسلح بسلاح المعرفة و الثقافة لنواقص الجهل و الخمول .

د – مرحلة العمل و الإنتاج الأدبي .

على الرغم من ترشيح عبد الحفيظ لمهام إدارية و عسكرية إثر وفاة والده و بيعة أخيه الأصغر المولى عبد العزيز ، فإن ذلك لم يشغله عن متابعة اهتمامه بالميدان الثقافي تحصيلا و مشاركة و تأليفا . و قد هيئت له الظروف الملائمة لما تولى الخلافة عن أبيه بمراكش سنة 1901 . و هكذا كان يحرص على مجالسة العلماء و الأدباء و على مطارحة المعارف معهم ، و خاصة علماء الصحراء و على رأسهم الشيخ ماء العينين الذي أجاز عبد الحفيظ إجازة عامة بتاريخ 11 جمادى الأولى عام 1322 الموافق لـ 24 يوليوز 1904 (12) .

و مما يبرز اقتدار عبد الحفيظ و امتلاكه لناصية علوم اللغة و الفقه ما ألفه في الميدانين من منظومات يغلب عليها الطابع التربوي و التعليمي و جلها مطبوع على الحجر و منها ما هو مطبوع طباعة حديثة . هكذا فقد خلف السلطان ثروة كبيرة من المؤلفات ، خاصة في ميدان الشعر الذي تعددت أغراضـه . كما كتب في السياسة و التاريخ و اللغة و الشريعة . وتبقى أهم مؤلفات عبد لحفيظ هي :

11 – رسالة الحاجب أحمد بن موسى ، مرجع سابق .

12 توجد الإجازة ضمن مجموع بالخزانة العامة بالرباط ، رقم د 1597 ، ص 17 .

في الديـن :

1- ياقوت الحكام في مسائل القضاء و الأحكـام . و هو منظومة من 2438 بيت

تهم طلاب الشريعة و رجال القضاء و القانون (13) .

2 – الجواهر اللوامع في نظم جمع الجوامع . و هو منظومة من 2111 بيت تهم طلاب الشريعة و أصول الدين (14) .

3 – نظم مصطلح الحديث . و هو منظـومة من 2074 بيت تهم طلاب الحديـث و علماءه (15) .

4 - تحفة الأنوار نظم شمائل المختار (16). و هو منظومة في السيرة النبوية .

في اللغـة :

1 – نيل النجاح و الفلاح في علم ما به القرآن لاح . و هو منظومة من 2035 بيت في علوم البلاغة تهم طلاب اللغة العربية و آدابها و المشتغلين بالنقد الأدبي .

2 – العذب السلسبيل في حل ألفاظ خليل . و هو عبارة عن شرح لغوي أدبي لخطبة " مختصر " الشيخ خليل بن اسحق الجندي في الفقه . و قد أبان مولاي عبد الحفيظ في كتابه هذا عن مقدرة عملية و إطلاع واسع .

3 – كتاب السبك العجيب نظم مغني اللبيب (17).

4 – كتاب الحاوي لما في التلخيص ( و زيادة إلى ما يحتاج إليه )(18) . و هو كتاب في البلاغة و البيان .

5 – رسالة في إعراب بعض ألفاظ قد تشكل على بعض الناس . و هي منظومة على حرف اللام .

13 – طبع طبعة حجرية بفاس سنة 1327 هـ .

14 - طبع طبعة حجرية بفاس سنة 1327 هـ .

15 – طبع طبعة أولى على نفقة الشيخ الأستاذ أبي شعيب ( من علماء الحرم المكي الشريف ) ، مطبعة مجلة المنار

الإسلامي ، مصر ، 1326هـ و طبع طبعة ثانية حجرية بفاس سنة 1327 هـ .

16 – الطبعة الأولى ، مطبعة مجلة المنار الإسلامي ، مصر ، 1327 هـ .

17 - طبع طبعة أولى على نفقة الشيخ الأستاذ أبي شعيب ( من علماء الحرم المكي الشريف ) ، مطبعة مجلة المنار

الإسلامي ، مصر ، 1327 هـ .

18 - الطبعة الأولى ، مطبعة مجلة المنار الإسلامي ، مصر ، 1327 هـ .

و لقد أشار خير الدين الزركلي في الأعلام إلى أن السلطان مولاي عبد الحفيظ قد شرع في تأليف كتاب عن الإسلام في منفاه بفرنسا .

في الشعـر :

1- ديوان في شعر الملحون يحتوي على 78 قصيدة .

2- قصائد في انتقاد نظام الحماية الفرنسية الذي فرضته القوى الغاشمة على المغرب و في انتقاد الحماة الذين تنكروا لعهودهم مع السلطان و تعسفوا في حقه و في حق شعبه (19).

3- ديوان " نفائح الأزهار في أطاييب الأشعار " (20) .

4- ديوان بدون عنوان متكون من أربعة قصائد (21).

5- ديوان بدون عنوان متكون من سبع قصائد و متضمن للقصائد الأربعة السالفة الذكر (22) .

6- قصيدتان أوردهما الأستاذ عبد الله بن العباس الجراري في كتابه " شذرات تاريخية "(23) و هما كاملتان . و قد أشار إليهما الأستاذ عبد الله كنون في كتابه " أشذاء و أنداء " .

7- نتف من أربع قصائد أوردها الأستاذ عبد الله كنون في كتابه " أمراؤنا الشعراء "(24) .


19 – أورد عبد الله كنون قطعا منها في مقاله " السلطان مولاي حفيظ و الحماية " ، أشذاء و أنداء ، مطابع

البوغاز ، طنجة ، (د.ت) ، ص 173 . و نفس المقال منشور بمجلة دعوة الحق عدد 234 ، مارس 1984 .

20 – طبع بالمطبعة العلمية ، المدينة المنورة ، سنة 1913 . أشار إليه محمد أديب السلاوي في كتابه " الشعر

المغربي ( مقاربة تاريخية 1830-1960 ) ، مطبعة إفريقيا الشرق ، (د.ت) ، ص 212 .

21 – بدون طبعة و بدون مطبعة و بدون تاريخ .

22 – طبع بالمطبعة المولوية ، فاس العليا المحمية ، سنة 1327 هـ - و يوجد ضمن مجموع بالخزانة الحسنية

بالرباط ، رقم 3642 ز .

23 – شذرات تاريخية ( من 1900 إلى 1950 ) ، عبد الله الجراري ، الطبعة الأولى ، 1396 / 1976 .

من الصفحة 32 إلى الصفحة 38 .

24 – أمراؤنا الشعراء ، عبد الله كنون ، المطبعة المهدية ، تطوان ، ( د . ت ) ، من ص 58 إلى ص 61 .

في الفكر و السياسة :

1 – كشف القناع عن اعتقاد طوائف الابتداع .

2 – داء العطب القديم .

3 – رسالة في الرد على من اتهمه بالتطلع للملك .

ملاحظة حول التآليف .

إن تنوع هذه المؤلفات من خلال تعدد مواضيعها ، و بالإضافة إلى أن جلها منظوم يضم آلاف الأبيات إنما يدل كل هذا على :

1 – الموهبة الشعرية التي كان يتمتع بها هذا الأديب المفكر .

2 – ثقافته الواسعة خاصة في علوم الشريعة و أصول الدين و في علـوم الحديث و كذا

علم اللغة العربية و آدابها .

3 – رغبته في الإنتاج و إفادة الناس بعلمه . لذلك عمد إلى عدة علوم فنظمها شعرا كي

يسهل حفظها و يسهل نطاق تداولها بين عشاق المعرفة .

قصـائد الديـوان :

1 – القصيـدة الميلاديـة .

على م تنام العين و القلب في جمر بشوق عظـيم كالجلاميد من صخر

و قد حل بالصدر الجـريح همومه إذا ما دنا وقـت الهجير إلى الغـور

و حن إلى لقيـا الأحبة من نوى مكابدة الأحـزان في الـبر و البحر

إذا ما دنت منه الديـار تراكمت عليه جبال الحـب في الطي و النشر

و هام إلى ذكرى سمـاع كلامهم و أخبارهم هل من حديث إلى بكر ؟

لقد بعـدت مني مجـالس فتـية حديثهم حلو و في القـلب قد يسر

و صرت حيارى ما دريت مرادهم أذا من قلي أم ذاك شجـو إلى فكر

سلوهم بمهل هـل أتيت بهـفوة فإن قيل أني فالسمـاحة عـن وزر

و إن كان ذا حكما و عم على الورى فقد نلته في القطر و العصـر و المصر

فإن يقطعوا وصلي فإني بـبـابهم على رقة لم تحكهـا رقـة الشـعر

ذروا اللوم فإن اللوم مهما تعاظمت موارده كانت لظى الجـمر في الفكر

أيمكن من شـب الغـرام بقـلبه و تيهـه شوقا لـدى مهمـه قـفر

يجالس أقواما عن الحب قد عرت عقولهم من مهيع القـوم في سـحر

إذا ما ذكرت الحي يوما تواردت علي شئـون السالكين لدي صـدر

رويدك قد هيجت ما كان ساكنا من الوجد في قلب العليـل من الذكر

أحن إلى مني فإن كنـت عـالما بمن حل في منـي فزدني من النـشر

فكم لي لديها من أمـان و منية معالمها دقـت و جـلت عن الحصر

و كم عندها يـمني دم و أمـاني و كم ذكرها أشفى عليلا من الضـر

فمن لي بتحديث عليها و أهلها و من لي بمن يصبو إلي ذلك العصـر

و قد شتتت حبل الوصال يد النوى و للشوق أشجان يضيق بـها صدر

بكيت علـى واد العقيـق شجية فعاد بحـارا بعدمـا كـان كالنـهر

و إن تخن الأيام فالشوق جـازم بنيل المنى في السر يوما و في الجـهـر

ألا خبرا بالله من كـان ظـاعنا ليجري حديثي في الملا عند ذي خـبر

و قولا بأن الشوق حل بساحتـي فاغري على وجدي جيوش بني نصـر

فكم هزمت خيل المنى و تطاعنت بسيف و رمح في القـلائد و النحـر

حرام علـى عيني مـنام و عـفة من الدمع مـا دام المتيـم في هجـر

فكم ما بكت دمعا و كم تلحظت عيون سهير الجفن من لوعة السحـر

و كم أسهرتني في الظلام مجـالس جرى ذكر وعد الصب فيها على الفور

و كم أضرمت نارا لدى اللب و الحشا و هيجها خطب من الوجد إذ يسـر

متى و عسى بأن لي الوعـد منهم فإن ليالي الهجـر تحسـب من عمـر

و لكن رأيت البدر يبدو و تـارة يغم و وقت الصحو يأتي على الأثـر

أرى العيش خال من غرام سفاهة فلولا الهوى ما جـاد نهـر إلى بحـر

بأهل الهوى الآمال تضرب في الورى و يروي حديث القـوم عنهم بلا نكر

عليهم حلى من سندس وقت ما أتوا يقابلهم بشر مـن النـاس ذو فخـر

هم القوم لا يـدرى لديهم توسط سوى الوصل للمحبوب أو ضجعة القبر

هم الباذلون النفس في مهيج الوغى إذا أحجمت عنها رجال أولـو قهـر

فدع لومهم و ارع العهود و لا تحن و سل من أتى من حي نجد إلى قطـر

فهل منكم من قد دنا لرحــابهم ليشي غليلا للعـليـل مـن الهجـر

و هل منكم من حط حول جنابهم رحلا و ما حادت عن الصدر و الظهر

و هل منكم من قام حول خيامهم و يعلم وقت العصر أو مطلـع الفجر

أما و الذي في فع،له غير عـاجز و من بعلوم السر و الجـهر ذو خبر

لئن تسمح الأيام بالقرب منهـم فمالي عليها من مـلام علـى أمـر

و إني لتعـروني إذا حـل مشهد و كان به ذكر و لـن يخل من ذكر

هواجس أدنى حكمها المشي راجلا إلى طلعة أضوى سناء مـن البـدر

ألا أيها الركب اليمانون عرجوا علينا فقد أمسـي هوانـا إلى بـدر

فإن يمنحونـا رؤية الوجـه منة وجه أبي حفص و وجه أبـي بكـر

فلا غرو أن الجود من بعض وصفهم و من جودهم سعي الحجيج إلى الحجر

إذا ما دعي داع لينزل حولكـم ترى الدمع كالموج العظيـم إذا يجر

و إن يخلص المثني بوصف ثنائكم و أثنى بما قد جل في العد عن حصر

و ذكرني واد العقيق و من بـه و نبأني سلعا و سلعـا كـما تـدر

ترى الدمع يصبو هائما لكلامه كان به سحرا و ذاك مـن السحـر

لقد سر بالميلاد من كان حبكم يخـامره كالشـافـعـي أو الثـور

و حنت إلى رؤيا شموس بهائكم رجال رقوا في الحب كالحسن البصر

و تاهوا دلالا في معـالم سركم أناس أشاعوا الحب في الناس كالزهر

و ماذا على أهل الهوى من ملامة إذا أعلنوا جهرا بمـا قـر في الصدر

فإن كنت تدري الحب فالعذر واجب فخمر الهوى سكر و من أعظم السكر

حديث حمى الأحباب تضرم ناره و يسطو فيرمي الصـب في مهمه قفر

أعد ذكر من نهوى فإن حديـثه شهي و شوق الصب بالحب لا يـزر

ألاحظ أقواما كوت روح مهجتي بخلق و خلـق يقضيـان على أمـر

سقى الله أرضا ما بغت عن أحبتي و لا تركـت زيدا يحـن إلى عـمر

بصوب غمـام نـافع بمدامـعي إذا جفت الأنواء يومـا من القطـر

فكاهتها بالـود تجـبي و ليـتني ظفرت بأيام مضـت غـرة الدهـر

ليالي جاد الدهر فيها على الورى فطمت بأرغاد من العيـش و البشر

هل أنسى أصاح أو أنسى معاهدا صبوت لهـا شوقا و من أول الأمـر

و غالبت ريب الدهر فيها و أهله و قضيت فيها العيش غضا بلا نكـر

هوى حكم الدهر الخؤون بحجره و ما حكم تذكار الأحبة في حجـر

و حق العلا و ذي يمين مقـامها هو البر عند السالفين لدى الصـدر

لأعظم ما قد نلـته من صبـابة و لذ إلى قلبي و أحـلى إلى نظـر

و لوعي و تهيامي بمن حل حبهم بأقصى الحشي بل نصب عيني مد عمر

رضيت بذل الحب في مهيع الهوى و لا أبتغي غيرا عن الحـب بالأجـر

و لا أختشي كيد الزمان و أهله و لا أتقي رمي السهام لدى النحـر

و لي عدة للحادثات إذا عـرت و جاءت كموج البحر أعظم ما ذخر

محمد من دانـت لعـز جلالـه ملوك بني سـاسـان في أول العصر

كما أذعنت رسل الإله و بشرت صحـائفهم بالبعـث و العز و النصر

إذا جمـع الله الأنـام بموقـف و طاف بهم الهول يعـم إلى النحـر

و لاذت بك الأرسال قلت أنا لها فأعظم به فخرا لدى مشهد الخيـر

إليك أنبني المعراج في ليلة السرى و مـا كـان مركوبـا لغير نبي فهر

عرجت فلما أن خلصت تهيـأت لرؤياك أولو العزم و الرسل في الأثر

و حيوا جنابا شامـخا بتحـية بها الله قـد حيـاك في أول الأمـر

فكان سؤال الرب منك و لم تكن مطـاقا لغـير الهـاشمي بلا ضـير

و شق على صدر و ما كان شقه لغيرك في الأنباء يدرى لـدى سفـر

و كل نبيء حكمه خص أرضـه و أنت بأرض و السمـاء و بالغيـر

لك الجدع حن من فراق و قد بكت عليك أسى أم القرى يوم ذي هجـر

و يوم معاذ من تعاجـيب ربنـا كشكوى بعير من ظلـوم و من جور

دعا الرب كل المرسلين بوسـمه و باللقب الأسمى دعاك لـدى الذكر

و حزت مقاما اعجزت عن صفاته أولو العلم قدما بالقـريض و بالنـثر

لكم ما تشا فاطلب جزيلا و لا تخف لك الأمر دون العلمين علـى شـكر

بلى حصل الإيمان و الأمـن للذي يحبك حبا صـادقا حـم في خـير

لقد أخذ الرب العظـيم جـلاله مواثيق من رسل أمـامك عـن كثر

و هـذا لعمـر الله إيمـان بيعـة على أنـه هـو المقـدم في الـدهر

فكان نبـي الأنبيـاء و فخرهـم و هذا سيـبدو في القـيام بلا غفر

فلو كان يوم البعث نـوح و آدم لكـانا علـى علم بأنـك ذو قدر

بلى قد بدا التقـديم في ليلة السري و أمك كل دون نكـر و لا عـذر

و أنت الذي دعا الخـليل إلـهه لتبعث أمنا من عـذاب و من كـفر

و بشـر عيسى أهـله و رجـاله ببعـثك بشرى للقـلوب من الضير

سراجـا منيرا شـاهدا و مبشرا كذا داعيا سماك ذو العرش في الذكر

و أعطى من الأسما رؤوفا كما أتى رحيما لنيل الوصف و الوصف في فور

نصرت برمي و انشقاق و قد بدا بجودك نبـع المـاء في مشهد خيـر

و تكثير مـاء بالوضوء و جـريه بمس و يحكي كالصواعـق من هذر

و يوما دعا بالدلو ثم دعـا لهـا ففاضت و أروى الجيش ماء من البحر

كذاك بميضات دعا بعدمـا ظمأ من الجيش سبعا بعد سبعين من الحصر

فانفث إن الجيش أروت رجـاله و نبـأ بالمـآل فـار و بـلا نكـر

و حينـا دعـاه عـمه فأجـابه و أنبـأ ماـء بعد ضـرب على فور

دعـا ربه في نزر قوت و قد غدا كثيرا فبح بالقول في السـر و الجـهر

و ما قد رواه ثابت و ابن جندب كذا عمرة أيضـا و لا ابـن أبي بكر

عجيب بأعلام النبـوة كالـذي روى أنس و صهره صـح في الأثـر

رسالته عمت بها الكـل شـاهد و ما إن ترى نكرا سوى الجحد من كفر

بدعوته الأشجار جاءت تكـرما على قدر للعلـم بالنهـى و الأمـر

كما انفرجت نصفين سدرة طائف و بينهـما مر الحبيـب لدى الستـر

لقد سبح الطعام في كف ماجد و أنبأ جعـد بالفصـيح من النـثر

و أرشد بالخير الكثير الذي نأت عليه فهوم العـاقليـن مـن البشـر

و من أعجب الأشياء قصة جابر كذا آية العضباء جاءت كمـا الفجر

و آية من حنت لأخشافها كذا و قصة مـن أوى الجـدار من المكـر

و تسخير أسد الغار ثم التي أتت لتهدي جيشـا للصـواب و للخيـر

و كليم ناهـق لـه يوم خيـبر كذا صاهل وقت الصلات بـلا نكـر

و يوما دعا المسموم من شاة من أتى عليها الشقـا حتما إلى موعد الحشـر

و لا تنس نطق مرضع له في الملا بـأنـه مرسـل مـن الله للـخيـر

و أحيى له الرب الكريم كرامـة بنية أودت فـي خليـج مـن النهـر

و قالت له لبيـك حبي و أنطقت بقـول فصيـح شـائع عند ذي خبر

و قال له قد من ربك قد أتـى إلي أبوك مسلمـا بعـد مـا كفـر

فإن تبتغي ردا فعلـت فأعلنت وجـدت بـربي الخيـر دعني في قبر

ويوما دعت عمياء ربهـا بـاسمه على ذي صبا قد مات حينا من الدهر

و فيه لقد عز الصحاب فما عدت خليلي حتى عـاد فـي مهيـع يجـر

تنبه لقول ثابـت بعـد مـوته و زيد كذا تدري العظـيم إذا تـدر

و ناول سعدا أسهما و هي ما لها نصال يدانيـها فترمـي إلى النحـر

وعين بدا رمي لهـا عند وجنـة فعادت كما كـانت على أول الأمر

و مر بي أعمى و قـال معظمـا حبيبي أردت العـين فلتدع عن فور

فقال توضـأ ثم صل و سـل تجد بذكرى منى فكان ذلـك في الأثـر

و عادت على ابن فورك بعدما مضي ثمانون عين جاءت كالأنجم الزهـر

و في شجتي عبد الإلـه و نفـثه لهـا و كذا في عين صـاحبه الصهر

كضربة ساق يوم مشهد خيـبر و في رجل زيد و المكسـر من جبر

له الرجل صاح ثم في يوم مشهد لآخر يمـني مـا يحـن لـه صـدر

و جاءت ضحى أم بطفل له غدا عليـه جـنون لا تحـن و لا تقـر

على صدره مرت يد من معظم كجرو بدا من صدره عـند ذا المـر

و في الحين قام ناشطا مثل ما بدا لغيرها في طفل و كـان على خطـر

و من بيديه سلـعة كـان وقعها مضرا فعادت كالصحيـحة في فـور

و كان نبي الله في النـاس شأنه بأن لا يـقول لا لشـيء من الأمـر

فجاءته يوما و هو يأكل عـاتق و قالت أردت الأكل نـاول بالخيـر

فقالت أردت ما بفـيك فإنمـا أردت لا غيـر فنـاول عـن فـور

و كانت لدى الأقوام يعرف أمرها بأنها لا أعطت حيـاء مـن الخـفر

و من بعد ذا كان الحياء شعارها و فاقت به الأتراب في أيمـا عصـر

فكان إذا دعى النـبي لصحـبه تناول أحفادا مدى العصر و الدهـر

بمال و عمر قد دعا لابن مالك كذا بالبنيـن بعد سـؤل و بالوفـر

فمات له من صلبه يوم مـا أتى من الله أمـر مـا سأذكـر بالأثـر

زها مائة أما السنون فقد غدت لها شهرة أغنت عن العد و الحصـر

و ما أحد في الصحب حببي مقارب لمالي و ذا قول لـه صـح في خبـر

كذاك دعا يوما لعوف و قد بدا له المال حتى كـان فردا كمـا البدر

و قال كأني مهما ناولت حجرة وجدت بها الدينار من دعـوة البـر

دعا لابن صخر في البلاد و قد بدا له الملك في الأقطار كلا و في مصـر

دعا ربه أن يجعل الـدين شامخا بعمر و عمر حرك الميـم في الذكـر

فعز بفاروق و كـان معـظما لآخر حرمـان و مـوت على كفـر

كذاك دعا يومـا أخي لقتـادة فكـان صغـيرا بعد مـا آن للكـبر

و ما سقطت سن له بعد ما دعا و يا حسن ما عادت على ذلك الثغـر

قدْما دعا لجعفر قال مـن روى له الربح حتى في التراب و في البحـر

كذا لابن عباس فكان إذا بدت له آية أبـدى العجـيب من النشـر

على صبى و مصر صاح و من بدا ثلاث لـه رمي و لفـظ مـن القبـر

أخفى عليه البيع يوما محـارب فما أنجـح المبتـاع حقـا من الغـدْر

كذاك آيـات النـبي كثـيرة و لم تحـص في نظم القوافي و لا النثـر

و من يوم بعث غنت الجن في الفلا بمدح حبيب جـل فضلا عن الحصـر

و قالت كذاك الأنس و الكل ناطق بفخر على مدح إلى موطـن الحشـر

و ناهيك بالذي الإلـه جـلاله عليه ثنـاء منه أفضـل فـي الذكـر

و صلى عليـه ثم قـال لخـلقه على ذي النبي صلوا و عمـم في الأمـر

و قارن في الإسلام ذكرا بذكره كذاك لدى الآذان في الظهر و العصـر

أيحصى مديح بعد ما قال ربنـا على خلق فـأفهم عجيـبا من الخيـر

مدحتك أقفوا المادحين من الورى و أرجوك فـوزا في الملا يوم ذي حشر

إذا حمت الحاجات و اليوم مظلم و قال جميع النـاس نفيـس من المكـر

و قلت إلهـي لسـت طـالبـا لنفسي و لا بنتـي بلى أمـة الحشـر

هنالك أرجو أن أكـون محـاذيا لجنبك مثـل الناسكـين أولي الخيـر

ببنت و زوج ثم صحب و من غدا على نهجـه الأسنـى منيـبا إلى البـر

و ذا نجل العلـمين الذي قفـوا سناك و لا أصـغوا لزيـد و لا عمـر

محمد ما العينين ذي الفضل و الندى سمى العلا بدر الـبدور و ذو الفخـر

مسائل قال القلب لي و هو صادق قضـاها إله العـرش فالتهـد بالخيـر

و أرجوك في كل القضايا لأنـني ببابك أرجو الفوز و الفضل في الحشـر

أنل جمعنا أمنا و فضلا و تكرمـا و أحرس بلاد الديـن من ملة الكفـر

و سدد رجالا حافـظين منـاره و كنم عونهم بجاه أحمـد ذي القـدر

و شيد لنـا دين النـبي محمـد بحفظ رجال العلم و الأنجـم الزهـر

أولي البر و الإحسان و المجد و التقى ذوي الوقف عند النهي و السعي للأمر

قلوبهـم في حفـظ دين نبـيهم و ما حبهم في البيض يوما و لا الصفر

إذا عرضت في الدهر يوما قضية فلا لومة في الله منهـم لـدى خسـر

عقولهـم في المعضـلات تواردت ليمتاز بدر الحـق من غسـق المكـر

لنا الأمن ما دام التيـمم نحوهـم و لم نخش نسجا في الضلال و في الوزر

القصيـدة التوحيديـة السنـية :

إلى الله ما تهوى و تكره يرجع فما غيره شيء فيوتـى و يفزع

تعالى تعالى واحد في صفـاته و في الذات و الأفعال للذات تبع

قدير فلم يحتج لعـون مـدبر سميع له الأعمال أجمـع ترفـع

بصير بأحوال العباد جميعهـا خبير بما تخفى الصدور و تخبـع

هو الله من يعطي و يمنع غيره هو الحي للأحوال لا يتضعضـع

مريد فلا يبدو نقيض مـراده و ليس لما يهوى الفويسق يتبـع

عليم فلا تخفى عـليه خـفية و لا هو من جنس العباد فيخدع

غني على فعل المكـلف كله سواء تقوم الدهر أو كنت تهجع

تنـزه رب بالبقاء اتـصـافه و حاشاه مما قد يقول الهملـع

فمن لم يكن يدري كلام الهنا و يعلم ماذا أمـره فهو روبـع

و من يك عن أفعاله الدهر راضيا جهول وتي الأعمال في الحشر توضع

تبرأت من حولي إليك و إنـني لبابك مادامت صفاتك أخضع

عليك اعتمادي في مقاصدي كلها و من أم باب الرب لا شك يرفع

سجدت و عفرت المساجد بالثرى و من يتعظ لله ذي العز يخضع

و في كون رب العرش جل ثناؤه مريدا سميعا و هو للخلق مبدع

بصيرا بما يخفر عليـما بكـنهه قديرا فلا ينمى له العجز أجمع

و حيا تعالى دائمـا متكـلما دلائل تصمي الزائغين و تنجع

فلا ملك بدري سـواه مملـكا سوى زعم من في القول قد يتنطع

عجيب رأيت الله يخلـق عبده فيبدو خصيما للأمور يـوزع

و ينس بديع الخلق من بدء أمره و كونه مـاءا دافقـا يتوقـع

تغالت رجال فاقتفى ويل صنعها رجال و أضحى الفرد بالحق يصدع

أتزعم دفع الضر مـنك كـرامة فهل للتي عن بين جنبيك تدفع

إذا جزعت من في الحلوب قلوبهم فأنت لعمر الله بالخوف أجزع

أتجهل أن الفـاجعـات خطوبها جليل و في النيران ما هو أفجع

تساهلت في الأشيا و جئت بمنكر فظيع و أضحى القول فحواه أفضع

و كم جرأت دنيا رجالا فزلزلوا عن الحق و الإضلال في الهون يوقع

و كم هونت نيل الفساد لعـاقل فلج سواء الظلم و الظلم أشنع

تحكم شيطان الـهوان فظاعـن بنوع و من يقطن أشد و أبشع

معيب لديهـم كل من هد غيهم و ذو النقص في الدنيا بذي الفضل مولع

أتون بما لا تقبـل الأذن سـمعه و من أم ذا إلا هو فأسود أسفع

ترقع دنيا عـن قريـب زوالهـا بدين فبيـس راقـع و مرقـع

و أعجب ما رأيته اليوم طامـع بمكر شهير في الورى و هو أروع

يقبح أفعالا و يومـي لغـيرهـا بحسن و يوذي راكعا يتخشـع

يظن نظام الديـن يخفى سنـاؤه إذا ما بدا وجه لديـه مبرقـع

فسوف لعـمر الله يندم عـاجلا و يضحى سواد العين بالوبل يدمع

كفى الوحي للمرء اللبيب مذكرا و لو علموا ألفـاظه لتوجعـوا

و لكنهم من غرة ضل سعـيهم فما ولولوا للذنب يوما و لعلعوا

و لا سهروا جفنا عليه حقيـقة و من كان يهوى الشؤم لا شك يصرع

فلا تغترر إن الغـرور خسـارة يصير بها ليل الضـلالة يلمـع

إذا المرء لم يرجع إلى الله تائـبا بخفي حنين و المظـالم يرجـع

تيمم هدى للمتـقين سـبـيله مبين و إلا جاءك الويل يسـرع

عليك بما أبدته فطـنة مـالك فإن نصوص مالك العلم تسطع

و كم معرض عنها يؤوب بزلة و قلب كئيب حاسر يتقطـع

فإن كنت تهوى أن تكون مصدرا فمجلس درس العلم أعلا و أرفع

به سادت القران في كـل محفل به كان نبع الخير في الناس يهمع

به يرفع الرحمان من شاء رفعـه و ناهيك إرث المرسلين المرفـع

و لو كان غير العلم يفضل قدره لما كان صدر مرسل له موضـع

و لو كان غير العلم يرضاه ربنا لما جاءت الرسل الكرام تشـرع

و لو انه قد ذاق طعم مـذاقه لكـان بـه في وقتـه يتمتـع

فلا تتبع سبل الدنـانير إنـها بأيدي صروف الحادثات توزع

أمتنـا على ديـن النبي الهـنا و أحيى قلوبا للشـريعة تـزرع

مناها اقتنا در المعارف كلـها و ذو العلم حقا في معانيه يرتـع

تذكرنا قوما أنيلـوا كرامـة و تحيي قلوبا بالمواعـظ تـردع

و إني قد أنزلت نحوك حاجتي دليلا حقـيرا بالنبـي أتضـرع

أنلني سؤلي يا عليما بكنـهه و اسأل علما بالهدى يتضـوع

و أرجو أجدى رحمى نبي معظم و فوزا إذا يوم القيـامة يشفـع

نبي بنجل صـالح و مـهذب سمي رفيع القـدر من يتضـرع

حريص على حفظ الشريعة بانيا لها من أسوس طول ذا الدهر تتبع

أريد به مولاي إدريس من بدا به بدر دين الله في الغرب يلمـع

و بالفرع منه ذي المعارف و النهي كريم لدى هول النوائب مفـزع

مطالب قد قيـدتها و رفعـتها لمن يقبل الأعمال منـا فترفـع

فمن يمنع المعطى من الله أن يأتي و من يكلا الرحمان في الحفظ يودع

القصيدة المولوية ذات المحاسن البهية المسماة " بلامية السعود و يتيمة العقود " .

أناخت ببالي ربـة الجـهل تسأل و أبدت أمورا ربما العقل يقبل

و قالت أرى أن تترك العـم معزلا فللجهل أقوام تسير و تـدأل

أما إنهم شادوا و شيدت حصونهم أما إنهم في حبها الدهر أوغـل

فمن ذا رأيت للعلوم مسـارعـا بلى كسبه من غير شك سيهمل

أأنت خبـير أن للعـلم غـربة تقطع أكباد اللبيب و تذهـل

لذاك أريت أهـله في ثـلاثـة إلا قبحت تلك الرجال و قتلوا

سفيه بـأخلاط الكـلام معـاند إذا عظته بالحق للوعظ يهمـل

و شخصان في حب الهوان تمالؤوا على كسب نوع الفلس حتى تمولوا

فقلت لها هـذا كـلام مهـذب أريد به علم الشرائـع تبطـل

فلولا وجود العلم فينا ليشيـدوا دعائم من جهل و للجهل دول

و لولاه كـانت في الخلائق أزمة و تلك مراد الجاههلين ليجهلوا

و هل تعلمين أنـي في عصـابة تحرف معنى اللفظ قصدا ليفضلوا

أجادلها حينا و حينـا أعـامـل بصفح و ما إن تسمع اللوم ميّل

إذا كنت في أحوال نفسك تابعا لغير الصراط المستقيم تضلـل

و عن تغلوا حتى تعمل الحق هجنة فأنت لعمر الله شخـص مضلل

و لولا وجود العلم ما الشخـص صانع وهل يعبد الرب الخبير مجهل

أغرك حسن الجلد بالحلي صـورة تباهي بها ذات السوار و ترفـل

أأترك علما زاد قلـبي صبـابـة و أشعلت فيه الفكر مذ كنت أعقل

و ألهو بفان كسبه عـن عجـالة إلى غير من تهوى و تعلم ينقـل

رضينا بذل العلم يا مي في الورى و لو أن ما في الجيب مزجي مقلل

إذا اجتمع الأقوام يومـا بمجـلس علا النور من قد كان للعلم يبذل

إذا ما بدا من مشكل القوم معضل يصول به فحل من القوم عبهـل

و يحرمه الفدم الضلول جهـالة تجاذبه م الجهل مـن هو أجهـل

يحاربها من كان بالعلم وصـفه فكيف الجهول ذو الأضاليل الأثول

أسلمى مولي النشر و الطي محنة من الناس ذا الجيل من هو برعـل

و ما شعروا بأن في الحي غيرهم و من دونهم قرم هِـزَبْر و بُـرزُل

فهل من بواك للعلوم و غـدى طعاما لها و الشرب يا مي صئبـل

هل من بواك للحديث و قد قضى فلـم يبق إلا مبطـل و خفنجـل

و من ذا الذي يبكي الحمير و أمها و قد حازها في الحي من هو حسكل

و من ذا الذي يبكي البيان و أصله و إنـه في عصتر الأوائل حنبـل

و من ذا الذي يبكي الفروع وأهلها إذا ما بدا منها لدى الحل مشكل

و من ذا الذي يبكي الأصول وأهلها حثيثا إذا منهـا الأدلـة تجهـل

و من ذا الذي يبكي القواعد جفنه إذا ما عن الجزئي ذو العلم يسـأل

و من ذا الذي يبكي غريبا تباعدت عليه رجال كلهـم عـنه غـفل

فليس له جنس و إن كان قـاطنا بأنواع أجنـاس علـيه تبدلـوا

إلا انه التفسير إن جـاء مجمـل و أعقبه في اللفظ حكم مفصـل

و من ذا الذي يبكي على المنطق الذي به حل أقفال على العـلم تقفـل

و من يدعي بالزور ما ليس عالمـا به فادعاء القول يا مـي فهلـل

تولي ركاب العلم في كل منـزل من الناس يلهو بالمناصب حسقل

هنالك قالت إن للعـلم منـزلا و إن شؤون العلم في الناس تفضل

ألا بيس مال كان وصف رجـاله ذميما و هم في الناس غوغاء جهل

عليك بدرس العلم في كل محفـل و جاهد فخير الخير خير معجـل

فقلت لها لـولا مقـال مهـذب و رجعي تبين الحق و الحق اعدل

لكانت جنود القول منـي بسـلا يلاطمها جند لدي الحرب عـزل

لها في الوغى يوم اللقـاء شهـامة و من بأسها يخشى الكمي و يذهل

إذا ما أتت يومـا لحـي تراهـم عن النطق منها عاجزين و أجبلوا

كان لسان القـوم عن رد قولهـا عديم و ما يرجوا العديم المؤمـل

و إلا ففي نهج الضـلال صراطه و في مهيع الأهواء ضلوا و ضللوا

هم القوم عند المعضلات جوادهم مجل و خذن القوم قـرم مرفـل

فلست تـراه بالفهـاهة نـاطقا عييا و في الفحوى سكيت كفسكل

و لا هو ذو جهل إذا اغتاض مشكل و لا في فنون القوم يا سلمى ردعل

فلما بدت مني القوافي تواجـدت و كان لها وجـه أغـر محجـل

ألا فليؤم الشعر منـك كـرامة أناسا مضوا في السالفين و بجلـوا

فما لقوافي الشعر ناف أمـا روي زهير و ما الخنذيذ الأخطل دوبل

فقلت أمهليني يا ابنة العم إننـي إذا ذكـروا نجـدا فإني أفـكل

و إن يعد قوم عن هواهم فـإن لي بحبهـم شـأوا و إنـي قنـأل

ففي حي هذا القوم نفسي تطارحت و لا أبتغي عيرا و ما أنـا قرثـل

و لا عند ما تدعي الكريهة معلنا ذروني إلى قوم سواكـم لا ميـل

و لا في خبايا الود مني تخـالف و لا لي مأوى غيـرهم متـعذل

و لا لي رهط غيرهم به غـربتي تطيب و غير القوم عرفان جيـال

و لا لي رهط غيرهم به غـربتي تطيب و غير القوم يا مي قذعـل

و لا لي رهط غيرهم به غـربتي تطيب و غير القوم يا مي قرمـل

و لا لي رهط غيرهم به غـربتي تطيب و غير القوم يا مي قصعـل

و لا تثن عزمي عنهم أم قسـطل بلى إنني أهدي إذ ضـل قوقـل

و لا تثن عزمي عنهم أم قشـعم و لو أن جيشها كمـاة و قنبـل

و من لا يرى حي الأحبة مسكنا يكن بيته وسط المشيـرة كوثـل

هم القوم لا يشقى جليس جليسهم هم القوم من يحموه سكناه كوكل

شغفت بهم طفلا و كهلا و إنني كذلك أو يستكمل العمر نهضـل

هم جنتي ما قد حييت فإن أمت هم راحتي إني بذلـك جحـدل

بهم صولتي في ذا الأنـام و إنـني أكون بهم يوم القـيامة جحفـل

بهم أرتجي كل المنـى و مـآربي بهم أرتجي كل العلى إني حنـثل

بهم كان تيهي في الأنـام و إننـي لدى فزع يوم المشـاهد حرجـل

شربت الهوى مذ كنت أهلا أحبتي بجام و إن الجـام وصفـه جنبـل

طعمت به و الطعم يا مـي لـذتي فيف إذ المطعـوم يـا مي غيـول

تحملت حتى قيل إنـي ذو هـوى و ما علموا أني لدى الحمل عندل

إذا رضيـت عني كرام عشـيرتي رضيت و ما يرضين يا سلمى عركل

إليك إليك لا إلى الناس وجهـتي فإن مقـال الدهـر إني مـجردل

أأخشى الغوادي و العواد و إنـني لفي حبكم و الله يشـهد عدمـل

و كيف أخاف ذا الشهامة و القنا و حسدليا ذا الهزل من هو حسدل

و ذا الباس في أقوالـه و أفعـاله و ذا الفحش في القوال من هو حمظل

و لي جنة بـل عـدة بل وقـاية بلى إنه درعي الحصين و خيعـل

محمد خير المرسـليـن وجـاهة لدى ربه يوم المواقـف جحـفل

نبي أميـن صـادق و مصـدق رؤوف رحيـم خـاتم و مبجـل

كريم عظـيم شـافع و مشفع سـري وفي فاضـل متـفضـل

حميد مجيد بـل وحيـد و إنـه علي لـدا أم الكتـاب و مرسـل

أمان و يمن راحـة و كـرامـة و حلم و علم ذو وفـاء مؤصـل

تكامل خلـقا ثم خلقـا و إنـه هو الليث و الغيث الروي و الهبركل

تستر منه الحسن بالحـس فـوقه فلولاه ستـرا لم يسعهـم تحمـل

و لا علموا وحيا تقادم عـهده و لا ما حوى ذاك الكتاب المنـزل

و لا يمموا خير الخصال و أصلها و لا عز في الحجا هشام و نوفـل

تحمل بقين المرسلـين فضـائلا على أنه فـي الخافقـين همرجـل

و في طيه السر المصون فلـو بدا كما أصله هدت له السبع من عل

به أقبل البشرى و بالخير جـاءنا و شيكا و عنا الشر إذ جاء معزل

فأصبح مسعـانا حميـدا بربـوة على منزل ما مثلـه قـط منـزل

فمذ جئتنا حل الأمـان بسـاحة كان على أطراف جنبها حجـفل

وصلت و كان القطع في الناس شيمة كان لم يكن بين الأعادي حيـهل

قوينا على الأعداء في كل منـزل و أنا قبيل أن تـجيء لحـنـثل

علونا على الأقوام بالوحي إذ غدا بطيبة جبـريل يعلـو و ينـزل

و من قبل أن تبدو لدينا قضـية رحلنا لها و العلم إذ ذاك جنـدل

طعمنا العلى حتى تعاظم قـدرنا و كانت لنا عيشا و إنه دغـفل

و إذ ما نرى من وصفكم بعض وصفكم روته رجال راحلـون و نـزّل

علانا من الأفراح ما عز وصـفه و كادت قلوب الظالمين تزلـزل

و مهما حللتم في العباد بوصفكم تكاثرت الأفراح و انجلى دهكل

بمولدكم كل الشؤون تزايـدت و كان لهذا الدين في الناس ربحل

تمـنى مداك المرسلـون جـلالة و قد طعموا في الصحب أن يتسربلوا

تواصوا و وصوا من يرى طلعة الهدى بتقبيل ترب الأرض ما عنه يعدل

فلو لم تؤم القوم في محفل الـرضى و كان بهم لقيا و ذكرى و معقل

لفاتهـم إذ ذاك أعظـم مـشهد و خير جزيل أنت أنت المؤهـل

جماعة خيـر بل كـرام عشـيرة تحسن للقيا الأكرمين و ترفـل

به نحن أصبحنا على النـاس سادة و إن كان قدما من سوانا المفضل

فلـولاه جـود أريحـي مهـذب على خلق ما مثله قـط ينقـل

لكانت قوافي القوم في حسن مدحكم عن القصد تنأى تارة ثم تـنزل

تغنت بمدح القـول فيـك ربيعة فحنت و غنتك الجنون و بجلوا

فأنت الذي عـمّ الخليقـة بعـثه و قبلك ما عمّ البرية مرسـل

و أنت الذي قـد لاذ آدم بـاسمه و لولاك أضحى أمره و هو مشكل

و أنت الذي أوتيت خير شفـاعة إذا الرسل من هول القيامة هللوا

تركت لنا كلا الأمانين مرهـما بنوك الطهارى و الكتاب المنزل

و كان لنا الأمن العظيم بمـشـهد محياك إذ أرسلت للناس يفعـل

و كان لنا نيل الأمانـي و المـنى بشيمتك الحسنى على الناس أول

و ما الرسل إلا تحت رايتك الـتي لواؤك تحت العرش فيها منـزل

و أيقن كل النـاس بالهـول إنمـا عليـك و إلا فالعنـاء المعـول

هنالك تحت العرش تسجد داعيـا لأمتك المثـلى ليـلا ينكلـوا

فأخرجت منها بعد أن صار رمـة من أضحى به من بذر الإيمان خردل

على الأمم الماضين من صفوة الورى شرفنا فلم يبـرح هدانـا المؤثـل

فأصبح محمود المقامـات سعينـا و بالستر فضلا ما جنينـا مجـلل

غرست لنا في الخـير كل أرومـة فأضحى لنا في الناس مجـد مؤثـل

و بينت فينا ما شرعت من الهدى فمـنه لدينـا مجمـل و مفصـل

حديث و آي محكمـات و سنـة فمن عنها يغدوا عـاديا فمـضلل

فمبلغ علم المـرء أنـك خـير ما نبي سـرى و الإمـام المفـضـل

و في المعجزات الغر أن يدر مـالها دلائل يـدري أمرهـا المتـأمـل

فسائل بـه بدر العـلا و قريظـة و ليلة ذات الفتح و الجنـد نـزّل

لدا بلـد البيـت الحـرام بمـكة و كادت قريش أن يراعوا و يذهلوا

فآمنتهم عن ضغـطة بعـد عـنوة و آثرت بالمفتاح مـن لا يؤمـل

مننت و لم تكشف عن القوم سترهم كدأبك لما أنت بالخـير مرسـل

سترت و لم تفضح خبايا و لم تكن بفـظ غليـظ للعـقوبة تفعـل

نصحت فقمـت داعـيا و محـذرا تنادي إلى الخيرات من كان يعقـل

تعجب قوم في هـداك لمـن بـغي و صبرك للأقـوام من قد توغلـوا

فآمن في الدهر اليسيـر عـصـابة من القوم بعدها رجال تسلسـلوا

فما وهنوا و لا استكانوا و لا عصوا و لا ضعـفوا بل للمنـايا تمثـلوا

سلـبت بخـلق لبـهم و عقولهـم و قد أبصروا حقا و فيه تأصلـوا

فما أن بكـت عيـناهم لقـرابـة و لا غضبوا أن قيل عمرو سيقـتل

نعم صيروا الإيمان حصـنا تبـوؤوا إليه و نادوا يا معـاشر فادخـلوا

تروا هاديا ما كان في الناس مثلـه و لا أن يكون في الوجود فيعـقل

مآثره لم تحصهـا الكتـب كثـرة و لا بلغوا معشار مـا فيه مجـمل

ألا فلتدع وصـفا قميـنا لـربنـا و قل كل فضل في النبي محصـل

أما كان في أخذ العهـود مفـاخر درى لبهـا ذو الفطـنة المتعقـل

أما كان في الألقاب شـأو و رفعة و ناهيـك قول الله يـا متأمـل

أما كان يوم الفتح نصـر مـؤزر و أم الجنـود جـبريـل المرفـل

أما زج في ملك عظيـم بمحـفل و قد قام عنه صاحب و مبجـل

جهلنا فأغضى راجيا حسن رجعة و ما كان يبدي الفحش لو نحن نفعل

غلظنا عليه القول في كـل موطن فما أن دعا ربا عظيمـا ينكـل

عفا و رمى بالعفو و الصفح غيهم و ما أن دعا خسفا و غرقا ينزل

فلسنا نكـافئ ذا النـبي لخـيره و لو أننا للنفس و المـال نبـذل

فما بينه و الناس في الأصل نسبة نعم بشر في الخلق و هو المفضل

رضينا من الدنيا إذا كنت راضيا علينا و ما أحلى الرضى حين يحصل

تداعت حداة الهول من كل جانب فطمت و جند الله في القوم يعمل

فما راعنا مكر و خوف و إنني عليك بكل المعضـلات معـول

و من بحمى هذا الرسول قد احتمى أتته ضروب الفتح تسعى و ترفل

و من حط في باب المهيمن رحله و شاهد أن الفعل فعـل منـزل

و لم يك إسنـاد المجـاز مقـاله فذلك في حص الأمـانة ينـزل

فذاكم رسـول من يـرد نوالـه يكن بمديح القـول لا يتزلـزل

مدحتك لا أسكار يمدح في الورى و لا هرم أو ذو فلوس مبجـل

مدحتك إن مدح حسنك عـدتي و مدح سواك بالقوافي رهبـل

مدحتك أدري مدح غيرك هجنة و مدحك بالأشعار مدح خزعبل

مدحتك قد لقيت بالمدح جـنة و يمنا و يسرا ليس مدحك زعبل

مدحت جنابا شامخا به أرتجـي مطالبنا تقضـي و برءا يعجـل

و إني أتاني الظـن يخبـر أنهـا أتاها قبول واضح ليس يجهـل

فنلنا شفاء الجسم من كـل علة و نلنا سرورا دائـما لا يزلـزل

فأنت ملاذ المستجـير و إنـني ببابك طول الدهـر لا أتحـول

قصيدة " الطامة الكبرى " :

لك الخلـق يـا مانـح العطـا مدين فلـم يملـك غطاء و لا وطا

هو الحق لم يجعل لفرد تصـرفـا سوى زعمات من يرى اليوم طارطا

جهول إذا مـا ظـن أنـه آلـة لما تبرز الأقـدار أصبـح مفرطـا

و لا ينبغي التفريط فالحق واضـح بلى أم نهج الواضحـات أقسطـا

فإن كنت قد أعطيت جاها فحاسبا نفائس أنفاس تجدها علـى خطـا

و إن كنت قد أعطيت علما و لا أرى لديك سوى نزر فما يمنـع الخطـا

و إن كنت ذا ورد على فرض كونه على المنهج المحمود فلتخش محبطـا

أيرفع حكـم الله أن قـال قـائل رأيت خلاف الحكم كشفا مورطا

أينبذ أسّ أسـّه الحبـر مـالـك بقول ضلـول للشريعـة غامطـا

أوحى يـري بعـد النبـي محـمد أتاكم و لم يصحب جبريل ضابطا

تهـدد أقـوام بسلـب و لم تخـف بكون القضا عكس المراد مضاغطا

فللـه ما أشـهى كلامـا رأيتـه لبعض شيوخ القوم في الحكم مقسطا

أتسلبـني و الله مـا شـاء مثبتـي إذا كنت في تعظيم نفسك مفرطا

خليلي مـن يملـك من الله شيـئه إذا ما قضى الرحمان بالعدل مقسطا

خليلي تمنى الكفر كـفر فلا تكـن مرب بغيض الديـن لله ساخطـا

و إن يكن الرحمان بالكفر قاضـيا على بلدة ماذا تكـون مخالطـا

فهل يترك التسبيح أو يـك صـابرا على هنوات الكفر إن هو خالطا

و هب أن من تقليه في الحكم جائر فهل مستقر الجور كالكفر ماعطا

و كنت أظـن أن للقـوم وازعـا يسير إلى نحو الرشـاد مباسطـا

فلما علمت ما علمت وجـدتـه على مهيع الأموال جفنه ناحطـا

و إن تعظ الأشباح لم تلف سامعا نعم من يقول خبط عشواء خابطا

دعوت لنصر الدين كـل موحـد فما أبصرت عيني مجيـبا مرابطـا

و لا مرشدا للقـوم يومـا بقولـة سوى مفرد فحواه كان مغايطـا

كأن نذير الدين لم يك واضـحا أو أصبح نهج الحق في الناس ناخطا

و قد طالما أبديت في مجلس الورى دقائق علم كنت يـا سلمى ناسطا

لها من فنـون ثابتـات رسومـها عفين فإن تسأل تـرى القول غالطا

هدمت أصولا أسسوها بجهلـهم و بينت طعم الحق إذا كنت جاحطا

و بينت محكـم الكـتاب و سـنه و أوضحت أعرابا و أسمعت زائطـا

و كم آيم قد فقت فيها أعـاربـا و ما غطها شخص و قد كنت غاططا

و كم أرشدت مني القريحة جاهلا نصوصا كوقع السهم إذ يك ماخطا

و كم حصن جهل قد حصرت جنوده بأصل و فرع كنت في الحصن ماسطا

و كلمتهم علم الكـلام حقيقـة لكي يسمعوا في الفن قولي باسطا

بنص و آي محكـمات و سـنـة و قول هزبر القوم من كان حائطا

و نزهت ذات الإلـه جـل جـلاله على نزغات العرب للظلم خارطا

و بينـت أن الـفعـل لله وحـده و صرت لذى الأهواء بالعلم ماقطا

و جاريت في ميـدانه كـل فـارس فلم يستطع جريي و اصبح ثابطـا

هلم بنـص محكـم الأس ثـابـت لكيما تبين الحق أوتـك جالطـا

ذكرتم أمـورا لم يـزل كـل عـالم لدى سردها في حيص بيص مورطا

و فهتم بقول الزور في الناس جـهرة فأصبحتـم للـدين شـرا تأبطا

تقولون قولا ليـس يمكـن عـزوه لغير نبـي بالرسـالة أحلـطـا

خرجتم علـى نهـج الـولاية إنمـا و لي إله العرش من كـان نائطـا

لحق حدود الله بالشـرع لا الهـوى و لا ناظرا أفعاله الدهـر ناشطـا

و لا مزدر بالخلـق يومـا بطـرفه و لا طامعا قد خلته القسم ساخطا

و لا كاتبا غـير الـذي قـد يسره إذا ما أتى بالكتب من كان ضابطا

و لا سـامعا لهـوا و لا هـو ناطق بقول به يرضى العلوج الرطائطـا

فمن بعلـوم الشـرع يعمل صـالح و لي و إلا كـان للشرع ذامطـا

كـلا ذين شـرط للـولاية ثـابت و لا واحد يغـنيه إن هو فرطـا

و إن لم يكن ذا الفرد لله مخـلصـا فسلم على ذي الوهم من كان قاسطا

جهـولي إن ذاكـرته و أفـدتـه و أبصرته حكم العـزيز مسمطـا

و لم يرتعد و جاء للحـق هـادمـا كـان به شـبه الجـنون مغالطـا

فماذا عسـى يومـا يكـون دواؤه و قد صار كل الناس للجهل غابطا

قصيدة نظمها المولى عبد الحفيظ إبان موسم الحج تشوقا إلى ذلك المقام الرفيع .

ألا فالعي كـلام اللائـمينا و كن في السباقين الظاعنين

لقد حـل الغرم فزان شوقـا يشيب الطير منه و البـنونا

و ما في قلب عاشق ليلى منه سوى بعض و قـد أفناه حينا

فلو حلت رشاشتـه ثمـودا لا سلموا و أذعـنوا يقيـنا

و لو أبدت جمـالها يوم مصر لأضحوا للقـلوب قاطعيـنا

و لو رأوها من عصوا كليما لكانـوا للإجـابة مذعنيـنا

و لو راءها نمـرود لأضحى إلا الإسلام يهدي الظـالمينا

و لو راء شمـائلـها الـعين لأضحى في البلاد الطـائعينا

أفي ليلى المليحـة قد تلـمني و قد حسنت لكل الناظرينا

علـيكـم باتبـاع ما رأتـه و لا تعدوا فتضحوا خاسرينا

و أخلص في محبتـها جهـارا ففي الإخلاص قوم قاطنونا

محمد قد ملأت الكون حسنا و نصحا للخلـائق أجمعـينا

منحت الود أقوامـا جهـارا و عفوا للعصـاة المذنـبينا

فيـا فوز الأحبـة ما أنيـلوا و يا خسر البغاة الزائـغينـا

إذا نادى الرسول بيـوم حشر جهارا و الخلائق صامتـونا

هلـم أيا معشـر أهل ودي لتضحوا في الجنان ناعمـينا

و تزداد التلـذذ في جـواري و في الأحشاء أنتم ساكنونا

و يأتونا الوشاة فـلا ينـالوا رضى تهواه أذن السامعيـنا

جزاء موافق للفـعل منـهم و لا عفوا لقـوم مسرفيـنا

رسول الله عنـي جئت أسعى أنادي يا صـفي العـالمينا

ببضعتك الشريفة ذات قـدر و عز ما لـه كفـؤ يقيـنا

سلالة خير من وطئ الـثريا و خير نساء كل نساء العالمينا

و بالعمين خير صحاب رسل و أفضل ناسخ للسـابقـينا

لقد بـذلوا نفائـسهم ودادا و ما أصغوا لقول اللائمـينا

و ذي النورين من أضحى سناه على الأكوان طرا مستفـينا

و من جازيته فضلا و حسنا بحب منك و الكف اليـمينا

و ذي القدر السني سنـام مجد و هدي للهـداة المهتديـنا

أبي الحسن الشـريف من تحلى ويزرا للعـلا دنـيا و ديـنا

و بالسبـطين من كانا جهارا على الصدر الشريف نائمينا

تحبهما و كنـت بهمـ رحيما كما بالمومنـين الناصحـينا

و بالأزواج طرا مع صحـاب و بأشيـاعهم و التـابعـينا

أنلني منك فضـلا ما أرجـى و ما أرجو أخير النـاصرينا

و خسفا للعـداة مـن رمونا بسهم خاطئ في الغـابرينـا

تداعوا لانهدام الـدين جـهرا و ما ربـي لهـم بناصـرينا

فلا تحـرمني ربي من دمـاهم و أرضهم أخْـيَر القادرينـا

فقـولوا أن دعونـا جميـعا آمين أمـين رب العالمـين

قصيدة في مدح خير البرية محمد صلى الله عليه و سلم .

طالما قد ذكرت أنك سقيـم بك من لوعـة الغـرام همـوم

و كذا من فراق تلك النواحي يا أخي ذلك النـواح العظـيم

و اعتراك النحول حتى لقد صر ت بهم كـهلال شـك يغيم

لم لا أغتدي كذاك و شوقـي للحبيب الحبـيب شوق جسيم

كيف لا اشتهي الوصال لسلمى و فؤادي على هـواها مقـيم

و هي لو برزت ببعض سـناها أكست الكون بهجة يـا نديم

ملئت رأفة و جودا و رحمـى فلهـا في جميـع ذا التقديـم

خمرتـني شـؤون قوم كرام و ليـوث الوغى لذاك أهيـم

فابْك ما استطعت طيبة و ذويها فهـي و الله جنـة و نعيـم

يا لهم جيـرة أقـاموا بـواد مـا سمعـت بمثله فأقيمـوا

موطئ ضم كل أصل و فرع منيتي أن أكـون فـيه أقيـم

إن جرى ذكرهم فأنا حيارى و سكارى إن هب منهم نسيم

لاه در زمـانهـم مـن أنيس فالكـريم بـه لديهم حمـيم

غضك العين عن هواهم حرام بحت قهرا به و إنـي كتـوم

أتمـنى و مـا التمـني محـال وصـل ربع صراطـه مستقيم

كل قلب لـه يحـن اشتيـاقا إن ذكرى الديار شـيء عظيم

ليس يدري الجهول ذو اللوم عنهم أن كـلا بمـا لـديه زعيـم

يا نبي الهدى عبيـد ضعيـف يدعـي أنـه صديـق حميـم

درعه حبكم و حب بنيكـم سهـمه أنـه بكـل رحيـم

حصنه حب حاملين لواكـم إن ذاك لـه لوصـف قديـم

لست أخشى من الزمان هوانا و بك الكون قـائم خديـم

إن لله في الخـلائـق قومـا حبذا مـن على ثنـاهم يدوم

كيف من دينه الثناء عليكم و برؤية وجهكـم مستقيـم

خصك الله في الوجود بفضل فالإلـه يعـطي و أنت كريم

نلت مفتاح كل شيء فمن يبــــتغي غيرا فللـضلال يسـوم

ثم أعطيت آي كـل نبـي بل و أعظمها القرآن العظيم

أذعنوا كلهم و ألقوا عصاهم خـاضعين و مـا بدا توهيم

طرب الكون كله يـوم وافى سيد الرسـل و النبي الفخيم

فبمـيلاده أتى كـل خيـر و البشـائر شـأنها التعميم

و جميع الأفراح حلت بناديـــــنا فيا حبـذا النـبي الرحيم

يا صفي الإله نفسا هواهـا أشغل القلب فالفـؤاد وخيم

تدعي النصح في سواها و تأوي لمـناهـا و للضـلال تروم

قد خفي عنها أن للدهر عينا في اقتناص الأخيار دأبا تهيم

سيما أن هم ببيـت أنـاس و كـل بهـم البلاء المضيم

كلما قلت للدواعي دعيـني و اطلـب الخير فالعذاب أليم

حسنت وصلهم و باحت جهارا مـا الهـوى في الرجال تلوم

و الذي ينتمي لبيـت عظـيم ليس يخشى الكلاب بل هي رميم

من قديم الزمان ما سـام دهر من إلى الآل حبـه يستديـم

يا رسول الإله إنـي محـب حل بي الشوق فلتجد يا كريم

بالتي و الذين حزنـا عليهم بكت الأرض و السماء و النجوم

و بآلك و الصحـابة طـرا و الأحبـة كلهم يـا حليـم

جد لنجلكم بنظـرة وجـه و قضـاء أوطاره و لتديـموا

ليس يحصي النظّام مدح علاكم و قد أثنـى عليكم رب عليم

و القليـل لدى الكبـير كثير سيمـا السيد الذي لا يضيم

فعليك مـن الإلـه صـلاة و سـلام إلى الجنان عميـم

و على آلك الكرام و صحب و جميع أتباعـك التسليـم

قصيدة نظمها المولى عبد الحفيظ عند ختمه لصحيح محمد بن إسمـاعيل البخـاري رضي الله عنه :

أحاديث ليلى في الصبابة لا تسلي فكم أسهرت جفنا و كم هيجت عقلا

و كم أيقظت جفن الحليم من الكرى و كم أحدثت في القلب أسهمها نبلا

تيممـتها أجني ثمـارا علمتـها تلـذاذ اللـذات مـن غـيرها تبلى

و لم أرتدع إذا قيل دونك غيرها لأحظى بها قولا و أحظى بـها فعلا

و لو أنني قدمت ما كان آخـرا لكنت لها عبـدا و كنـت لها نجـلا

و لو أنني أعطيت ما كان واجبا من السعي كيما انظر الأعين النجلا

لكنت إليها عنفـوان شبيـبتي أزور على الأقـدام متخـذا سبـلا

و لما دعاني الشوق يوما لحسنها و قلت له سهلا و قـلت لـه أهلا

تيممت ربع الظاعنين بوجـهتي و قلت لحادي العيس عنها دع الشغلا

تيمم ربـوع الحي و اهـد بحبه فذكري لهم يحلوا و ذكرهم أحـلا

و كيف و منها الحق أصبح واضحا و أصبح طود الكفر من باسها سهلا

تلقى لها غـوث الأنـام محمد من الرب أحيانا فكانت لنا تتـلى

لنا النصر ما دام التقدم نحـوها فطوبى لمن كانت له في الورى كفلا

بها حفظ المولى شريعـة حبـه فأبقت لدى أزماننا القسط و العدلا

تحبب أصحاب النبي و هـديه و تفتح عن وجه العويص لنا القفلا

هنيئا لنا دامت بيمن رسولنـا فنلنا بها فضلا و نـلنا بها سـؤلا

و خضنا بها بحرا عظيما و بينت لكل الذي قد كـان في أمم حـلا

و بينت الأخبار منها غوامـظا فلولا وجود الوحي لم نعرف الحلا

و لولا إمام حاز في السبق رتية بها نال عن أقرانه السبق و الفضلا

تبدى فأبدى من بحار علـومه دقائق أسرار لها الغير مـا أجـلى

فأسس أحكاما و سن قواعـدا لتصحيح آي من على قدره الرسلا

لما علمك الأحبار منها سمينـها و لاغثها و كما به تعرف الشكلا

و ذاك البخاري العجيب صنيعه فلله ما أشهى و لله مـا أحـلى

كتاب جليل القدر فيض أنامل بها ديم الرحمان تستوجـب الهطلا

كتاب أنال الحق فانهل سحـبه فمن لم يصب و بلا فما اخطأ الطلا

تحلت به الأمصار مذ حل في الصبا فكانت لها حليا و كانت له نعلا

ألم يك في قلب الأسانيد حفظه عجيبا فعن إعجازه الجم قد كلا

و لا يعرف الفضل السني لأهله سوى فاضل رحب له فضله دلا

لذاك أمام العصر قبـل خـده و لولاه حقا رام تقبيله الرجـلا

أولاء هم أهل النـبي حقـيقة فبشرى لهم بشرى و أكرم به أهلا

أولاء عدول الأرض في كل بقعة لحملهم سر الحبيـب لنـا حملا

بهم طابت الأنفاس في كل موطن و طاب بهم ورض الهدي و الردى فلا

عليهم حلي العرفان تنشر في الورى إذا الأرض من طغيانها ملئت سجلا

بهم عصم الرحمان خير شريعـة أقاموا لنا من شمسها الفرض و النفلا

ختمنا أحاديث الرسول أمـامنا أمان الورى من كل ما يحدث الهولا

تداعت حداة الكفر من كل وجهة لتطفئ نور الحق و الحق لا يعلـى

فكم بدع عظمى بنوها بمكرهم تحاول أن تفري طريقتـنا النثلـى

رجونا بفضل الله قصم ظهورهم و أن يهدم البنيان و الأصل و النسلا

إلهي إلهـي عج كـل موحـد من الضيق فاكشف ضر من شك في أن لا

إلهي بـروات الحديث جميعـهم مطالبنا تقضي و نستوهـب الجزلا

و صل على خير النبيئـين أحمـد صلاة تعم الأفق و الوعر و السهلا

و آله و الأصحاب طرا و زوجه و من عن أولاء الغر قد أحكم النقلا

قصيدة " لسع العقارب و الأفاعي في رد إفشاء من كان قبيح المساعي " أوردها الأستاذ عبد الله الجراري في كتابه " شذرات تاريخية " بالصفحة 32 و ما بعدها .

تذكرت الديار ديار ليـلى فهام الدمع بين الوجنـتين

و أحنوا للوصال إذا بعـيني ترى الأنوار شبه الظلمتين

يهيجني تباعد كـل خـل و أحرى نخبة بالروضـتين

متى رمت التلذذ بعـد هذا يهيم القلب وجدا كرتـين

إذا ما رمت نأيا من رباها و قلت الصبر عند الصدمتين

ينهنهني تذكر نجل أضحى ضجيج الأرض بين الجدتين

أنفسي هل رضيت بذل خزي منوط حكمـه بالكابتـين

و هل أضناك بالتذكار حب و هل أغراك شجو الباعثين

و لم اعهد طبيعتك التصابي و لا الإفراط عند الرحلتين

و عهدي أن نفس الحر تهوى مناخ العز إرث الماجـدين

و تأبى الملك في أرض بذل و لو كانت مقر الوالديـن

فلم يرض السر نقيض هذا و إلا فانتهـاج القارظـين

فمن يهوى الركون لأرض ذل خليق أن يؤب بخزيتين

أجابت بالبدار عقيب هذا أترضى أن تؤب بخسرتين ؟

ألم تسمع مقالة أهل جحد بنا در أفض للأطيـبـين

بأنك بائع الأحرار ظلـما بإفشاء لأردى الناقلـين

ففاض الدمع بالتكساب فيضا بمقلتين لـدى نضاخـتين

فإن ابتع بملكي ربـح ذل إذن يدعى رجوعي بالحنين

فإن ادعى الخؤن فـإن مالي غدا منى كأثر بعـد عـين

نصيب حازه المبتاع حقدا و آخر عند أهل القبلتـين

كأني ما عصمت كريم عرضي و مالي بالشهادة كالأبـين

فكان العرض حلا عند قوم و كان المال فيئا بين ديـن

فمالي لا أساكن أهل بيعي و أجني ثمر بيع الراحتـين

و مالي لا أدوم بدار ملكي و يزهو بالمعاهد رأي عيني

أأترك تيلك الأصقاع زهدا و أبني كالغريب بصخرتين

و هبني قد فعلت جميع هذا و قد بعت الجميع بدرهمين

فلم اخرج بأهل الغرب طرا و لم أك آمـرا بالجلستـين

فهجرا و جهادا ديـن ربي و ما الإيواء إحدى الحسنين

و ما لي لا أرى المقدام يدعو مطاع الأمر رب الدعوتين

فإن يك بالدفاع له اقتـدار و لم ينفع فشر الماكـرين

و إن بالعجز كان له اتصاف فما أغنى حليف الكذبتين

و لولا صبية صغرت لأضحى محط الرحل بين اللابتـين

فلم أترك معاهـدنا لعجـز كمثل القاصدين جنا اللجين

و لكني نبذت لهـا لأسمـو على الأعدا سمو الفرقـدين

عنيدي هل سمعت نسيج شعر لشهم ساطـع كالنيـرين

فهون في أقاصي الناس هـين و هون في العشيرة غير هين

فما المنكور من أصل و عين بك المعروف من أصل و عين

أأمر بالقتال و جـل قومـي يرى أن الحماية فرض عين

أأمر بالجهاد و مـال قومـي تلاشى في لذائذ خصلتـين

بإسراف النكاح و شر أكل فلا ترجى الكنوز لغير ذين

و لم أبرز لنصر الدين حـتى تكامل جيشهم بالعدوتـين

ادعى الجبان لعجـز قومي فمن قاسى جيوش القصبتين

و شق الجيب أيضا قبل هذا على شنقيط أرض النفحتين

تسور أن يزور أهيل وجدي فكان جوابهم بالأسوديـن

و من بعد الدخول ترى جيوشا تقسم في النـزول لفرقتـين

فمنها ما تراكم نحو فـاس و منها فرقـة بالبلـدتـين

و في الجمع المنظم كـان وءم لعقد كان بيـن الدولتـين

بقطر تم كشف الستـر أبدى وقوع الجمع بين آخـرين

و إذ ما أمت الأحزاب حصرا بفاس ثم جمع النـاقضيـن

أسائل جاحدي هل كان هذا قديمـا أو بعيـد البيعتـين

و إن تسأل خلاصة صفو ود رجال العلم أهل الصولتـين

تجد عين اليقين و دمع شجو لفقد الكفء يصحب كل عين

فإن شهد المحـق بما فعـلنا من الحرب المدبـر بعد حين

فلا ألقي المسامع للمواخـي جموع الخائنين بكـل ريـن

و أسأل مسدل الإحسان عفوا إله الخلـق رب المشرقـين

و فضلا منه يمحو كل وصم يعم الكـل رب المغـربـين

بحرمة صفوة الأخيار طـرا رجاه الصاحبين الشـاهدين

و بالأزواج كلا مع صحاب و بالصهر الكريم و ذي النورين

صلاة الله مأرب كل شخص إذا يهـوي نجاح المقصـدين

على خير الخلائق من سنـاه بدا في الأفق بـين الخـافقين

قصيدة من البسـيط من بنات أفكـاره أوردها الأستـاذ عبد الله الجـراري في كتابه " شذرات تاريخية " بالصفحة 36 و ما بعدها .

لا مرحبا بديـار فوقـها علـم أبان شرا و أفشى الفحش بينهـم

لا بـارك الله في أرض بها قطنوا و لا سقا الغيث ربعا فيه حكمهم

لا خير في العيش في الأقطاب قاطبة إذا تـأمر في العـلـياء منتقـم

أنى تكون لهم في الأرض مكرمة و بيت مجدهم في العـز منهـدم

أنى تكون لهم في الأرض مخفـرة و قد تحقق عند النـاس كـذبهم

أنى تكون لهم في الأرض منـقبة و لا مواعد ترجى بينـها حـرم

يظن كل سخيف العقـل أنهـم في رتبة الفخر دون مجدها النجم

كلا و ربك ما خط الكتاب لهم فخرا و لا شهدت بفضلهم أمم

إذا تزاور أهل الفسق دورهـم رن الجميع و قالوا مرحبا بكـم

حرصا على أخذ ما في الجيب مستترا و عند أخذهم ذا الفـيء يقتسم

تصبو إلى اللهو و الفحشاء أفئدة و من يحوم إلى الـعليـاء يتـهم

ما حيلة المرء في ذا الوقت و أعجبا ينفذ الحـر بالأهـوا و يـتهم

لو ظل يقسم بالإيمان ما اعترفوا بصدق لهجـته لوزانهـا قسـم

تلك القبائح من يجني فواكهـها يظن عـدم جميع من هم كرموا

و يستبيح بهذا الزعم من فضـلوا وتى الغواية نهج كل من حرموا

فلا الصغير بهذا العيب محتشـما و لا الكبـير له فضـل فيلتـيم

إن الدناءة في ذا الرهط قـاطنة بها عرفنا جميع القوم من قـدموا

عند الجماع جماع الفحش محمدة منه السيادة عند الكـل تحـترم

ما في الوجـود يتـقى حرمـا إن المروءة شـأن من بهـا علموا

إن القلوب بحب الفـلس مفتنة ما يمحو الفضل إن الفضل منهدم

هل يرعوي المرء لا أصل يباعده من الهوان و لا مجـد لـه شمـم

ما خط مجدا سوى ذي المجد في حسـ ـب و لا علا رتبة الأشراف متهم

كنا نحوط عهود القوم في ذمم و ليس يصـلح منهم للورى ذمم

شط المزار بهذا النوع عن كرم كان قلبـهم قـد مـسه شبـم

و من هم خصصوا في المكر مركزهم لا عاش نسلهم دنيـا و لا رحموا

لا بلغوا أمـلا يقضـى به أرب و حكم الرب سيفـا في رقـابهم

ترجو القلوب و قلبي كل منقصة تحل أرضهـم في إثـرها النـقم

ما أن رأينا لهذا الـنوع منـقبة و ما سمعنا يفل الحـرب سيفـهم

قد آن يقضي على من كان متصفا بالجور في الأرض بين الناس ينعدم

كم من قلوب لدى الأسحار ساجدة تسـايل الله جهـرا في خرابهـم

كم من عيون لدى الأسحار باكية حتى تكون بيوت الذل دورهـم

قد دنسوا كل عرض من سفاهتهم و ضجت الأرض سخطا من فعالهم

إن المروءة مـا زارت منـازلهم فكيف يرجى منار العدل و الشيم

إن الذياب عوت من كل ناحية فحق للأسد أن يحوصها الأجـم

فلا ارعواء و لا الخلاق مانعـة و لا رجال لهذا الفعل يحتشـموا

إذا تتبعت هذا الجيل خلت به شؤما تولد منه الهـم و البكـم

جفت صحائف أهل الخير منه فلا حي تدفـق في انحنـائه كـرم

و من هوى المدح سترا لا يساعده قلب تكدر و القرطاس و القلم

إن حطنا الدهر بعد المجد لا عجب إذ كل مجد لعمـر الله ينصـرم

لكن ذا الفصل يرعى الفصل من كرم و بيت ذي حسب في دهرنا علم

و إن أبى الدهر النقص ذي شمم فلا غرابة يرجـى مثلـها لهـم

و إن تركنا لواء المجد عن كـرم فقد بكت فقدنا العلام و الحكم

و ودعتنا شموس العلم كـاسفة لفقدها الكفء لما حازها الخدم

و شيعتنا قصور فاض مدمعهـا و قبلها الأهل و الأوطان و النعم

فليرقب اللص سحقا آن موعده و ضعفه حطة من جل جورهم

و للغزالة في إشـراق طلعتهـا حسن و إذ أفلت ما عابها العدم

و قد يصير لها عز و مكـرمة إذا علت غير ذاك الأفق تبتـسم

و هل سمعت بعيب نبط من حلل بالسيف لما بدا في الحرف يحتكم

فإنما المرء بالأخـلاق سـامية مسود لو علاه الشيب و الهـرم

و من تأصل في الأديان فخرهم ما حط قدرهم إلا الآلي لؤمـوا

قد ما حفظنا لهم في الكتب منقصة و قد بدت زلة في خلفها القدم

لا تحسبن طيشهم في الأرض أورثهم عزا بلى إنه في القرب ينهـدم

رهط بغير ملاك الحمد ليس له شأو إذا عد بين الناس من عظموا

قد جندوا الجند لاستسلاب ما وجدوا ظلما و عمدا فبئس الكسب كسبهم

و ما حفظنا لهم في العلم مرتبة شيد المجد ساء الحـظ حظهـم

و ما علمنا لهم في الحرب أفئدة أبانت الفضل لما حل جمعـهم

في سالف الدهر ما يغنيك عن خبر لما تجرع كـأس الذل حـزبهم

قوم علمنا بأن الطيش طبعـهم ما بيتوا الرأي إلا خـاب رأيهم

إنا رجونا بفضل الله يشمـلنـا و أن يبيد بحـول الله أمـرهم

و من شعره في حيوان كان عنده و مات أورده الأستاذ عبد الله كنون في كتابه " أمراؤنا الشعراء " بالصفحة 58 و 59 :

سكبت دمعها و هاجت مآقي و تدانت و روحها في التراقي

برهنت لي عن ودها و قديم الــــعهد منها بشـدة الإشفـاق

أوقدت بفراقها نار وجـدي ليت شعري هل المتفرق راق

أفزعتني بغشية قـد علتـها فهرعت لضمهـا و اعتنـاق

ثم نـاديت يا حـذام لأدري هل لروح تماسـك باعتـلاق

فأصاخت إلى كلامي و لبت ما على الميت إن أبى من شقاق

امتثالا لما دعـوت أجـابت و أبانت صداقـة في السيـاق

ثم جادت بنفسها و استراحت من أليم العذاب و الإرهـاق

فدفعت بها إلى التـرب حفظا لحـقوق أكيـدة الميـثـاق

تكفت الأرض كل حي و ميت فالثرى لجسومـنا كالطبـاق

يا منايـا هلا رميت سهـاما نحو ما شيدوا حصـون النفاق

و تركت سليمة الصدر من كا نت إلى الموت من أحن الرفاق

كنت ندما أذب عنها و لكن ما من الموت إن أتـى من واق

و هي قصيدة طويلة تخير منها الأستاذ عبد الله كنون هذه الأبيات . و الواقع أن هذه القصيدة غير منشورة بل إن أحد خدام السلطان هو الذي مكن أستاذنا منها و أوضح له أن الحيوان المرثي كان كلبة .

و من قصيدة في شكوى الحال أوردها عبد الله كنون في نفس كتابه السابق الذكر :

إليك رفعنا الأمر يا مانع الأذى فقد هالنا حزب الغـواة بما أبدى

تمالأ أهل الكفـر عنـا بقوة و لم يرقبوا للظلم إلا و لا عـهدا

إذا علموا من ينتـمي لمحـمد تراهم لفرط الغيظ في حربهم أسد

و ما إن يرى لمسلم من كرامة و إن كان طول الدهر يخدعهم عبدا

تراءوا بعدل في القديم بخـدعة فلما أتوا نلنا المهـانة و النكـدا

بهضم و شتم في العبـاد و ربها فما عظموا جمعا و لا رحمـوا فردا

كأنهـم قـد وكلـوا بمهـانة لمن في سبيل الحق يتبـع الرشـدا

و ما في سجايا الروم عفو و عفة و لا يبذلون الوسع في الحلم و الجهدا

و حوش إذا تظفر يداهم و إن تخب تراهم كذيب الغاب يلتمس العودا

أسأنا بفعل الذيب جهلا و غفلة بجودك أرجو أن تمحي و أن أهدى

إليك سألنا العفو و الصفح مـنة كما قد رجونا النصر و العز و الرفد

بذلي و فقري قد رجوت إجابة لتكشف بلـواي و تمنحـني البعدا

فقد طال مكثي بالبلاد و إنـني لأعلم أن الجنس من أبغض الأعدا

مرادهم نيـل الرفيـع إهـانة و أن يجعلوا للكفر في شعرهم مجدا

فطنت و قلبي كاره لوصـالهم و هل يؤلف الخب اللئيم و إن أسدى

تكبرت عنهم راجيا أن كيدهم يعود هباء و الخسـارة قد تفـدى

و له من قصيدة يتأسف على فراق المدينة بنفس المرجع السابق الذكر أيضا :

لهف نفسي على سعود رجال تنظر الجود في سمـاء الوجود

لهف نفسي على بقاع رباها مهبط الوحي للنبـي الـودود

أزفت رحلة النوى فدعـاني باعث الشوق مرشـدا للقعود

كيف يسعى إلى لظى ذو ذكاء بعد أن كان في جنـان الخلود

هذه طيبة تنـادي جهـارا منهلي العذب سـائغ للورود

إن من يعش عن هواها و يصبو لسـواها لبضـعة من ثمـود

و له من قصيدة نبوية بنفس المرجع السابق الذكر أيضا :

خذوا و اقبلوا هذا المعيب بفضلكم فغيركم لا يقبل العـيب و الأدنى

فأنتم كرام العـالمين و من يـرى به البعض منكم فهو من ذلك المغنى

على الحب ما عشنا و نسـأل ربنا دواما على حب الحبيب و عن متنا

له الحكم في أبدانـنا و نفوسنـا و ما شاء محبوب الغـرام فقد شئنا

من لم يكن يهوى الرسول و حزبه و يعلمان في المـحبة مـا يجـنى

مصاب عليه الموبقات تراكمـت و قد نال مقتا بالبعاد الذي أفـنى

و صفوة القول إن الشاعر كان مخضرما في شعره . فقد نظم في أغراض تقليدية مثلما نظم في أغراض جديدة . و لا نخفى أنه كان بارعا في كل الأغراض سواء منها التقليدية أم التجديدية المتمثلة في الدعوة إلى محاربة الحماية و الدعوة إلى التعليم ، فأبان عن شدة عارضته في هذا الجنس الأدبي .

لائحة المصـادر و المراجـع

أ – الكتـب

1 – إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس ، زيدان عبد الرحمان ، 5 أجزاء ، المطبعة

الوطنية ، الرباط ، 1933 .

2 - أسس النقد الأدبي عند العرب ، بدوي أحمد أحمد ، مكتبة نهضة مصر ، الطبعة 3 ،

1964 .

3 - أشذاء و أنداء ، كنون عبد الله ، مطابع البوغاز ، طنجة ، (د.ت) .

4الأعلام ، الزركلي خير الدين ، الجزء 3 .

5 - أمراؤنا الشعراء ، كنون عبد الله ، المطبعة المهدية ، تطوان ، ( د . ت ) .

6 - الدرر الفاخرة بمآثر الملوك العلويين بفاس الزاهرة، عبد الرحمان بن زيدان ، (د.ط) ،

المطبعة الاقتصادية ، 1356 / 1937 .

7 – ديوان السلطان المولى عبد الحفيظ العلوي ، المطبعة المولوية ، فاس ، 1327 .

8 - رسالة جوابية من الحاجب أحمد بن موسى إلى التهـامي بن عبد القـادر المكناسي

الأستاذ المشرف على تعليم أبناء السلطان ببلاد أحمر . الرسالة مؤرخة ب 11 شعبان

1307 موافق 2 ابريل 1890 .

9شذرات تاريخية ( من 1900 إلى 1950 ) ، الجـراري عبد الله ، الطبعة الأولى ،

1396 / 1976 .

10 - العذب السلسبيل ، العلوي عبد الحفيظ ، المطبعة المولوية ، فاس ، 1326 هـ .

11 - العمدة في محاسن الشعر و آدابه و نقده ، ابن رشيق القيرواني ، تحقيق محيي الدين عبد الحميد ، بيروت ، 1972 ، الجزء الأول .

12 - عيار الشعر ، ابن طباطبا العلوي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط1 ، 1982 .

13 - ILLUSTRATION , MAI 1907

المجـلات :

1 - " سلطان عالم شاعر " ، العمراني عبد الله ، مجلة دعوة الحق، العدد 4 ، السنة ،

11 فبراير 1968 .

2 - " السلطان مولاي حفيظ و الحماية " ، كنون عبد الله ، مجلة دعوة الحق ، عدد

234 ، مارس 1984 .


No comments: